كيف تتضامنين مع الله علينا ؟


لجدتي لأمي التي احتضنت طفولتي كما مسبحتها وما انسبت مرة  من بين أصابعها

لجدتي لأمي التي احتضنت طفولتي كما مسبحتها وما انسبت مرة من بين أصابعها

تشدين علي يديّ

ترين في المقل هتان

يخشى أن يسقط فيغرقنا ..!

أتحسس الأطراف ..لستِ باردة

دافئة كما لو كنتِ وحدك ..ليلة حب ّ

أقبل الكفوف و باطنها

قليلا من الرائحة ..غسلت هذه الأماكن رائحتكِ وراحتي معها

كيف لا أبكي حين تتألمين أكثر ؟

علميني كيف أصمد وصلواتي لا تسقط ! اخبريني  لما أبواب السماء مُغلقّة بين الندائين ..!

وعلمي الليل فيّ أن لا يستيقظ على كفوفكِ البيضاء

يبكونكِ مرة رغم الإلتصاق و أبكيكِ كأمي و حاضنة طفولتي ومستقبلة دعواتي و المتغرب من أيامي

بالله عليكِ لا تبتعدي أكثر ..متغرب هذا العمر دون شيء ..وما يجمعنا به إلا بعض دنيا و إلاكِ .!

أأقرأ عليكِ الشعر ؟ سألتُكِ ..

تفزعين تتخوفين تطالبين بصلواتكِ المعتاد.. تخشين عليّ من شر النفوس تقولين .. “خبئي هذا المتاع  ”  . .!

أضحك كثيراً رغم وجعنا و أغص ..أرادوكِ عن غادة في حقيبتي و أحكي لكِ حكايا المنافي و الأوطان العربية التي ترفضنا

و أرض الزيتون و اقتراب المعاد و نهايات ترحال ما ينقطع …    فتنامين ..

أرتلتِ عليكِ الإخلاص ؟

كيف يخلص هذا الألم لجسدك يابنت الأرض ..

أبظنكِ كنت تتألمين معها دون أن تدركين ويدركون ..!

وكيف يتوسع فيكِ هذا الألم على حين التفاتة قصيرة منّا لسنة رادوتنا عن شهوة حلم ..!

كيف لا أبكي حتى لا تتألمين أكثر ؟

طويلة هيَ الأيام يا عين الدنيا

طويلة حد أن القلب بدى يتجلى للأعين

شائب منكسر ملتف على ذاته

يتعبني أنهم يتضامنون في الحزن أكثر ..يتعبني أن لا يجمعنا الفرح كما يشد على وثاقنا هذا الغراب الذي ألف حاناتنا

ماذا لو ما ظّل إلا هذه الأفراح ؟

وماذا لو استهلت نهاياته ..وسراب مطالعها بدت في الأفق حقائق ما تذوب شمسها

أما كنّا سنلتقي !؟

علميني كيف أتحدث لأحدهم عندما تغزو الأيام ..وعلميني كيف تتضامين مع الله علينا

ولن أبكي ..أعد !

14 مايو 2011

About شُرُوقْ مباركي

أنا إمرأة في حالة قراءة دائمة حينما لا أقرأ كتاب , أقرأ الوجوه و أصنع منها الكتب !
هذا المنشور نشر في يمرون , و يتركون نور. حفظ الرابط الثابت.

2 Responses to كيف تتضامنين مع الله علينا ؟

  1. salghnem كتب:

    رائع شروق معبر جدا حالات وجدانية مشتركة اتسائل احيانا هل يتمكن رجل سعودي من القبض عليها هل هي نسائية حتى النخاح بسسبب احتباسنا خارج الشارع … استمتعت بقرائتها

أضف تعليق